بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، نشرع بإذن الله في تقديم مقياس مدخل إلى الأنثروبولوجيا والذي هو من ضمن المحتوى التكويني للسنة الأولى ليسانس جذع مشترك علوم اجتماعية ، والخاصة بالسداسي الأول و من ضمن وحدات التعليم الأساسية.

هذه المادة إن شاء الله ستسمح للطلبة بأن يتعرفوا على مفهوم الأنثروبولوجيا ، موضوعها وأهدافها ...وستسمح لهم بالقدرة على التمييز بين الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية الأخرى وكذلك بين المواضيع الأنثروبولوجية وغير الأنثروبولوجية والتعرف على إسهامات رواد الأنثروبولوجيا ، والقدرة على استيعاب واستعمال المفاهيم الأساسية في الأنثروبولوجيا ...بحيث تهتم الأنثروبولوجيا بدراسة جوانب البشر في المجتمعات الماضية والحاضرة كافة ، وتفاعل تلك الجوانب وتطورها عبر الزمان والمكان ، وكيفية تكيف البشر مع البيئات المتباينة واختلاطهم وتواصلهم معا وما تنتجه نشاطاتهم من أنماط ووظائف وعلاقات اجتماعية مختلفة.

يعتبر هذا المقياس من المقاييس المهمة  ويكتسب هذه الأهمية من الواقع ، بحيث تهتم الأنثروبولوجيا بدراسة الإنسان ككائن اجتماعي يحيا في مجتمع تسوده مجموعة من النظم والأنساق تذوب في ثقافة أو ثقافات معينة ، فالأنثروبولوجيا لا تدرس الإنسان بمعزل عن بيئته إنما تدرسه كجزء لا يتجزأ من محيطه بكل ما يحوي من جوانب بيولوجية ، جسدية نفسية ، ثقافية واجتماعية.

تتناول الأنثروبولوجيا موضوعات مختلفة ومتداخلة مع موضوعات العلوم الأخرى ، إلا أنها ذات علاقة وطيدة بحياة الإنسان ، حيث تبحث الأنثروبولوجيا في المبادئ التي تحكم تطور الإنسان فيزيقيا وثقافيا، كما تبحث في التنوع الثقافي واللغوي عند الإنسان ، وتحاول أيضا معرفة جوانب السلوك الاجتماعي والثقافي... وغير ذلك .