تتميز القصيدة الشعبية الجزائرية عن القصيدة الفصيحة، ببعض المميزات والخصائص الفنية والجمالية التي جعلتها تصبح تقليدا متبعا من طرف شعراء الملحون المتقدمين منهم والمتأخرين، وهي خصائص فنية تنفرد بها القصيدة الشعبية دون سواها. 1- يمثل توقيع أحد أهم السمات البارزة لدى شعراء الشعر الشعبي، فهو تقليد سار عليه الشعراء بذكر أسمائهم في القصائد قصد التعريف بأنفسهم وبعائلاتهم، وهو الأمر الذي خلد القصائد لأصحابها خاصة في طورها الشفوي، وهو ما دفع بشعراء الملحون إلى توقيع القصائد بذكر أسمائهم أو كنياتهم أو الدمج بين بينهما مخلدين أسمائهم رغم التناقل الشفوي بين الناس. 2- ترتبط النصوص الشعرية الشعبية بوحدات نصية استهلالية، قد تتفق مع القصيدة العربية القديمة في مقدمتها وخاتمتها، فالشاعر الشعبي غالبا ما يبتدئ قصائده بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو ببيت من الحكمة أو حمد الله ( الحمد لله) أو تسبيح الله ( سبحان الله ) أو التسمية ( بسم الله ) . 3- إن لغة الشعر الشعبي كما هو معروف هي اللغة العامية، أو بتعبير آخر هي اللغة الفصحى التي فقدت خصائصها النحوية وما تبع ذلك من تحديثات وتغييرات وتطورات في الصوت والدلالة، وما حدث لها من تطويع لتعبر عن هموم الناس، وتضمن التواصل الكامل الذي يتساوى الناس أو العامة في معرفته. 4- إن الألفاظ التي يوظفها الشاعر في نصوصه، ما هي إلا انعكاس للهجة المنطقة التي ينتمي إليها الشاعر فنراها متكيفة مع اللغة العامية، وإن كان هناك بعض الاختلافات، وهذا أمر طبيعي بالنسبة للهجة إذ نجد هناك بعض الاختلافات بين جهة وجهة وحتى من قرية إلى قرية مجاورة لها فالشاعر البدوي يوظف الرمل والخيمة والفرس، والحضري يوظف بطبيعة الحال ألفاظا مرتبطة ببيئته كالبحر والطبيعة في مختلف اشعاره .