يهتم علم المكتبات بالذاكرة الخارجية للإنسان، حصرا وتجميعا وتحليلا وإتاحة وبثا؛ ويرصد المبادئ والقوانين النظرية التي تحكم بنية هذه الذاكرة وتفاعلاتها وعلاقاتها، كما يسعى إلى تطبيق التكنولوجيات الحديثة التي تحقق أقصى فائدة لتلبية حاجيات المستفيدين من المعلومات متجاوزا بذلك حدود الزمان والمكان والمساحة والحيز

وتاريخ الكتب والمكتبات يشكّل أحد الجوانب المهمة في علم المكتبات، حيث أن التأريخ لهما يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، وما كشفت عنه الدراسات التاريخية والحفريات الأثرية أن أولى المكتبات ظهرت في حضارة بلاد الرافدين وفي حضارة مصر القديمة لتشهد بذلك الكتب والمكتبات تطورات عدّة مسّت المبنى والتجهيزات، تقنيات وأدوات العمل، شكل أوعية المعلومات، نوع الخدمات المتاحة للمستفيدين

فمن حيث شكل الأوعية، عرفت البشرية عدّة وسائط لتسجيل الفكر البشري  اختلفت من بيئة إلى أخرى ومن عصر إلى آخر. كانت أولى أوعية التسجيل غير مصنّعة (مثل: الحجارة، الصخور، جدران الكهوف، عظام الحيوانات، سعف النخيل، لحاء الشجر، أعواد البامبو) إلى الأوعية المصنّعة (مثل: لفائف البردي، الألواح الخشبية، الألواح الطينة، الجلود، الحرير) إلى الوعاء الورقي الذي امتزج مع تقنية الطباعة  ليحدث نقلة نوعية في تاريخ أوعية الكتابة لما توفره هذه التقنية من مزايا مثل سرعة النسخ والطبع، ومنه زيادة الإنتاج الفكري كما ونوعا وظهور أشكال مختلفة من المطبوعات (مثل: الكتب، المجلات، النشرات، التقانين، الأدلة...) إلا أن رغم أهمية ومزايا الوعاء الورقي إلا أنه في المقابل شكل عائقا أمام العديد من المكتبات من خلال ضرورة تخصيص أماكن واسعة لتخزين وحفظ الكتب الورقية المطبوعة بالتالي العمل على إيجاد أوعية جديدة لتخزين المعلومات غير الورقية فظهرت المواد السمعية (التسجيلات الصوتية على الأشرطة، الأقراص، الأسطوانات) والمواد المرئية الثابتة والمتحركة (الشرائح، الأفلام الروائية والعلمية) ثم التسجيلات الإلكترونية التي تقرأ وتخزن وتسترجع بواسطة الحاسوب مثل الأقراص الرقمية والأقراص المضغوطة بمختلف أنواعها، الشبكات بمختلف أنواعها خاصة شبكة الانترنت؛ لم يتأثر الوعاء وحده بهذا التطور إنما المكتبات والمكتبي أيضا في مواكبة مستمرة لملاحقة هذا الركب التكنولوجي ليضمن بقائه    

الجمهور المستهدف: طلبة السنة الأولى ليسانس تخصص علوم إنسانية

 الأهداف العامة

يهدف هذا الدرس إلى تزويد الطلبة بمجموعة معارف ومهارات لجعلهم قادرين على

التعرف على نشأة وتطور الكتاب والمكتبات؛

التعرف على العوامل التي ساهمت في تطور الكتب والمكتبات؛

فهم طريقة تنظيم وإدارة المكتبات؛

توضيح نقاط التشابه والاختلاف بين المكتبات؛

تحليل وظائف وأنشطة المكتبات؛

فهم السلسلة التوثيقية؛

استعمال المعايير والتقانيين في العمليات الفنية؛

التعرف على الخدمات المكتبية