يحتل التكوين أهمية بارزة في معادلة تجسيد الأهداف المأمولة لأي مؤسسة، باعتباره رهان حقيقي يمكن الموارد البشرية من اكتساب معارف ومهارات، تغيير سلوكاتها وتطوير كفاءاتها، بشكل يسمح بالتكيف مع تحولات البيئة الخارجية، التي امتد تأثيرها إلى المهن الوظائف، والنشاطات وكذا الكفاءات اللازمة للقيام بها، وهذا ما يصب في مجرى بقاء واستمرار المؤسسات في ظل التقلبات والإرغامات التي تطبع المناخ العام لنشاط مختلف المؤسسات. بناءا على هذا سوف نتطرق لموضوع التكوين في محاضرتنا هاته محاولين الإلمام بمختلف جوانبه حيث سنتطرق إلى مفهوم التكوين، والإشارة إلى التكوين و بعض المفاهيم المرتبطة به واستعراض التطور التاريخي للتكوين و التطرق إلى أهداف التكوين، و أهميته، والتعريج على استعراض الخطوات الأساسية في إعداد البرامج التكوينية،
ولأنه نشاط إستراتيجي و وسيلة هامة تسمح للمؤسسة بمواجهة التحديات الداخلية والخارجية وكونه استثمار يجب على المؤسسة أن تدرك فوائده، من خلال مراعاة التخطيط الجيد لعمليات التكوين، التي يجب أن تبني على أساس منهجي علمي يأخذ بعين الإعتبار الشمولية، التكامل، الترابط والتفاعل بين كل مراحل وخطوات عملية التكوين ومختلف جوانبه و أبعاده، لكونها متبادلة التأثير والتأثر.