لم تعد - في عصر ثورة المعلومات والانترنت – عملية الحصول على المعلومات والبيانات أمرا صعبا كما كان الأمر عليه قبل بضعة عقود من الزمن، أين كان الباحث على مختلف مستوياته مجبرا على التنقل إلى المكتبات ومصادر المعلومات، ما يستلزم وقتا وجهدا ومالا. ففي وقتنا الحاضر يكفي الضغط على زر الحاسوب لتتهاطل عليه المعلومات بمختلف اللغات، يصعب عليه إحصائها والاطلاع عليها بمجملها.

أمام هذا الوضع، أصبح البحث العلمي ليس التفكير فيما لم يفكر فيه أحد من قبل وإنما يتمثل في التفكير في نفس الموضوع بطريقة لم يسبق إليها أحد من قبل، لذا نجد عدة باحثين تناولوا نفس الموضوع لكم من زوايا مختلفة، واعتمادا على فرضيات ومقاربات ونظريات مختلفة كذلك، فنتج عن ذلك تراكما علميا حول ذات الموضوع.

تهتم المنهجية بهذا الجانب، إذ تبحث في كيفية إنجاز البحوث العلمية بطريقة صحيحة، قصد الوصول إلى نتائج يمكن التأكد منها واختبار صدقها. وهذا ما تطرقت إليه المطبوعة الموجهة خصيصا لطلبة السنة الأولى ليسانس، الحديثي العهد بالجامعة والبحوث العلمية بمختلف مستوياتها. فتناولت بأسلوب واضح وسهل وأمثلة تطبيقية مختلف خطوات البحث العلمي بداية بمفهوم البحث العلمي، ومختلف عناصر المقدمة من عنوان وإشكالية وفرضيات ومفاهيم، ثم مختلف أدوات البحث العلمي التي يستعين بها الباحث لإنجاز بحثه، وأخيرا بعض المناهج المعتمدة في حقل العلوم السياسية.