الفساد كان سببا في إفشال السياسات الاقتصادية والتنموية للدول، وقوض
الدعائم الأخلاقية للحياة العامة للمجتمعات، وتسبب في اضطراب وانحراف مؤسسات الدولة عن مهامها
الأصلية، فالفساد هو سرطان وخراب للمجتمعات والأمم، وقد ثبت فشل كل سياسات محاربته وعجز
كل استراتيجيات احتوائه، إن ما يعيشه العالم اليوم من استبداد وطبقية واستغلال وغياب للعدالة
الاجتماعية والمساواة، يعود بالأساس إلى انتشار ظاهرة الفساد في المجتمعات، فقد حولت أقليات فاسدة
ونافذة إمكانيات وموارد الدول إلى ملكية خاصة لخدمة مصالحها، وجعلت بذلك أغلبية الشعوب
مضطهدة تعاني الحرمان والاستغلال، فإذا كان العدل أساس الملك فإن الفساد أساس الاستبداد، إن
الفساد اليوم يهدد مستقبل البشرية ويتطلب إنتاج سياسات واستراتيجيات جديدة لمحاربته، وكذا تفعيل
آليات التعاون الدولي والإقليمي بشكل جدي من أجل مواجهة هذه الظاهرة المعقدة