إن الوضع الذي عاشه العالم في زمن القرون الوسطى والتوسع الذي أحدثه المسلمون في الغرب المسيحي أوجد نقاط تماس بين النصارى والمسلمين فيما ذلك الحروب والفتوحات الإسلامية، والتبادل التجاري بين الشرق والغرب ما سبب في تبادل للأفكار والتوجهات الثقافية التي أجبرت القساوسة ورجال الدين على العمل مطولا في التأسيس لغزو المسلمين عقديا وفكريا وحتى استرجاع الأراضي التي استولى عليها المسلمون، ولعل أبرز هذه السبل توجيه رجال الدين والثقافة إلى بلاد المسلمين لتقصي ودراسة اوضاع المسلمين، فـأرسلت الكنيسة رجالاتها لتعلم الإسلام والقرآن والحديث النبوي، وكذا تعلم اللغة العربية وآدابها، من ناحية وتعلم مختلف اللغات المنتشرة في الشرق وفي مقدمتها العبرية التي تعد أبرز اللغات الدينية التي أنزلت بها التوراة، وبهذا التوجه الفكري بدأ الغرب يأخذ فكرة عامة عن الشرق نقلها مع طول الوقت إلى المدارس والعاهد والجامعات الأوروبية أين حظيت باهتمام العديد من المستشرقين.
- Enseignant: Sofiane LACHEHEB