الغاية من تدريس مقياس تكنولوجيا الاعلام والاتصال في حقل العلوم السياسية: تساعد معرفة تكنولوجيات الاعلام والاتصال الباحثين في العلوم السياسية اجمالا وفي العلاقات الدولية والتنظيمين الاداري والسياسي على حد سواء في عمليات التعرف على آراء الآخرين في إطار الديمقراطية التشاركية حول مواضيع وقضايا سياسية وغير سياسية على الصعيد الدولي أم الاقليمي أم الوطني، فالمنصات التي يوفرها الاعلام الجديد للمشاركة والتفاعل وتبنى على أساس تلك الآراء والنقاشات المطروحة جملة من الاختيارات لصياغة قرار نهائي على المستوى الأعلى، فهي طريقة ووسيلة توّلد بها أفكار جديدة بعد أن غاص أصحاب القرار في أعماق المطالب. فلا يمكن اليوم للرؤساء والملوك والوزراء وكل ذي منصب عالي أن لا يملك موقعا الكترونيا أو على الأقل صفحة في أحد مواقع التواصل الاجتماعي حتى إن كان ذلك بأسماء مستعارة، بل ويضطلع على صفحات اليوتوب ليشاهد مختلف الفيديوهات حول قضايا تهم بلده مع قراءة التعليقات التي جاءت بخصوصها وذاك ما توفره الوسيلة الاتصالية المتطورة في نقل المعلومات اعلاميا. يستخدمها صناع القرار كطريقة لتوصيل قراراتهم أو لجس نبض المواطنين إذا كان الأمر على المستوى الوطني، أو جس النبض على المستوى الدولي لدى الشعوب، وعلى أساسها تبنى القرارات. ويستخدمونها أيضا في سبيل الاقناع من خلال عرض خطاباتهم عبر فيديوهات على اليوتوب وما شابه، والكتابة عبر منصات التواصل الاجتماعي التي أضحت بشكل شبه يومي لبعض الرؤساء لما لمسوه من ايجابي. يستعمل القادة تطبيقات تكنولوجيا الاعلام والاتصال لأهداف مختلفة منها تشجيع النشاطات السياسية عبر الانترنت، وتبيان تحركات الوزراء والقادة البارزين واهتماماتهم وإضافاتهم كطريقة للإشادة بأعمالهم وجهودهم، واعتماد زائد على ذلك أوقات الحروب والأزمات والثورات الشعبية. لا يمكن اغفال مساهمتها في عالم التنشئتين السياسية والثقافية التي من شأنهما أن يدعما الديمقراطية. فلقد نتج عن اعتماد تكنولوجيا الإعلام والاتصال في العمل السياسي أدوات عمل جديدة في ممارسة العملية الديمقراطية التشاركية وفي نقل الأفكار والقيم. ومحاولة ترسيخها. تساعد تكنولوجيا الاعلام والاتصال عالم العلوم السياسية على تطوير مفاهيمه وإدخال مصطلحات جديدة إلى قاموسها، ومن بين تلك المصطلحات نذكر؛ الديمقراطية الالكترونية المواطن الرقمي أم الشبكي، الحكومة الالكترونية، المشاركة السياسية العالمية، الممارسة الرقمية، المعارضة الرقمية، من خلال الاحتجاج الالكتروني، التصويت أو الاقتراع الالكتروني (التصويت عن بعد)، ناهيك عن تسهيل التوّجه نحو العولمة السياسية الكونية من خلال تجسيد المواطنة الكونية عبر تكنولوجيات الاعلام والاتصال.