يتسم البناء السياسي للدول العربية في هذا الظرف بعدم الاستقرار كما يفتقر إلى مجموعة من القواعد العمومية التي تنظم علاقة الفرد بالمجتمع وبالدولة أو حتى علاقة الأفراد ببعضهم البعض، ويؤدي عدم الاستقرار إلى أن يتحول النظام السياسي إلى مختبر تجارب نماذج سياسية متعددة من طرف النخبة الحاكمة على مجتمعها، ومن هنا تتعدد نقاط التحول عبر فترات وجيزة فتفتقد النظم السياسية الفاعلية والشرعية، وينتقل الاحتكار من الاقتصاد إلى السياسة ومن ثم فان التخلف الاقتصادي والتكنولوجي يقابله تضخم في الأجهزة البيروقراطية والسياسية وحتى في الخطاب السياسي، وتتشكل النخب الحاكمة في هذا الظرف من نخبة عسكرية تتحالف مع فئات من البرجوازية ورجال البيروقراطية.